شبابنا الكريم انتبهو رياضة بناء الاجسام قد تهدم بدلا من البناء

رياضة بناء الجسام قد تهدم بدلا من البناء

هواة بناء العضلات
وكمال الأجسام يزدادون يوماً بعد آخر، فهمّهم الأول والأخير تدوير زنودهم
وتضخيم صدورهم ليصبحوا جذابين اقوياء لإهابة الآخرين أو إثارة إعجابهم ولفت
الأنظار إليهم.

لا غبار على أولئك الذين يلجأون الى تضخيم عضلاتهم بالوسائل الرياضية
السليمة وبالتدريبات الصحيحة. لكن اللوم يقع على الذين ينجرفون وراء
الهرمونات الستيروئيدية والمكملات الغذائية الحاوية على الكرياتين.

إن الهرمونات الستيروئيدية تصنف بين العقاقير التي لا تعطى إلا بوصفة طبية،
لأهداف محددة ومعروفة في الوسط الطبي، إلا ان هناك سوقاً سوداء، يجد فيها
الراغبون في فتل عضلاتهم ضالتهم (أي الهرمونات الستيروئيدية). وهذه الأخيرة
تؤخذ على شكل حقن أو حبوب، والطامة الكبرى انها يمكن ان تكون مزيفة، وغير
نقية، وقد تحتوي على مواد ملوثة تعرض صاحبها لأمراض لا تخطر له في البال.

صحيح ان الهرمونات الستيروئيدية البانية للعضلات، تفيد في إعطاء الزخم لهذه
الأخيرة، لتزداد طولاً وعرضاً وارتفاعاً، لكن هذه الميزة ليست آلية، كما
ان الصور التي يبثها المعلنون عنها وعن أفعالها، قد لا تكون للبعض إلا
حلماً من الأحلام، فالحصول على صورة طبق الأصل عنها أو قريبة منها قد يكون
ممكناً لدى فئة معينة، لكن هذا غير متاح للجميع حتى ولو بلعوا هرمونات
الأرض كلها، لأن هناك عوامل اخرى لها الكلمة الفصل في الحصول على الشكل
والطول لعل أهمها عامل الوراثة، والعامل الإثني، والعمر.

ان الشباب والمراهقين الراكضين وراء الهرمونات بانية العضلات غالباً ما
يكونون جاهلين اضرارها، حتى في حدها الأدنى. ان المبالغة في استهلاك هذه
الهرمونات، يمكن ان تجلب لصاحبها الويل، وبداية مشوار السقوط غالباً ما
تحدث بناء على نصيحة رفيق، أو صديق، أو جار، أو من طريق بعض المدربين
الرياضيين ضعاف النفوس الذين همهم الربح المادي فقط، وليس صحة مستهلكي
الهرمونات.

ان لبانيات العضلات الستيروئيدية سلبيات على المديين القريب والبعيد، ومن الضروري ان يكون الشبان على اطلاع عليها، ومنها:

- أوجاع الرأس المستمرة.

- آلام في المعدة.

- النزف من الأنف.

- تساقط الشعر والصلع.

- ظهور بقع حمراء على الجلد.

- المعاناة من حب الشباب.

-عطب الكبد والكليتين.

- تضخم الثديين وضمور الخصيتين.

- قلة إنتاج الحيوانات المنوية والعقم.

- زيادة ارقام ضغط الدم.

- زيادة مستوى كوليسترول الدم.

- توقف نمو العظام الطويلة.

- ارتفاع نسبة حدوث القلق والعصبية والغضب والعدوانية.

- اضطرابات في السلوك والمزاج والميل للانتحار.

- تضخم غدة البروستاتة.

- تضخم القلب ونقص التروية القلبي.

- الأزمات الدماغية الوعائية.

وإلى جانب هذه السلبيات كشفت دراسة اوروبية نشرت اخيراً ان استهلاك بانيات العضلات الستيروئيدية لفترة طويلة يؤدي الى الإصابة بالضعف الجنسي وسرعة القذف.

اما عن استعمال الكرياتين لبناء العضلات فحدّث ولا حرج، فالمكملات الغذائية
الحاوية على هذا المركب شهدت إقبالاً منقطع النظير عليها في السنوات العشر
الأخيرة، لا بل ان هذه المكملات تعد من بين الأهم والأكثر تداولاً منذ
ستينات القرن الماضي، خصوصاً بين الرياضيين الذين يستعينون بها لتعزيز قدرة
عضلاتهم، وتحسين أدائهم الرياضي، فالكرياتين يقوم من الناحية الفيزيولوجية
بتأمين تدفق السوائل الى قلب العضلات الأمر الذي يرفع من محتواها المائي،
ويقلل من مستوى تراكم حامض اللبن، الذي يقف وراء تعب العضلات وتشنجها.
ويجدر التذكير هنا بأن رياضيين كباراً اعترفوا بتعاطي الكرياتين المنشط.
بينهم لاعب منتخب فرنسا لكرة القدم زين الدين زيدان، وكذلك لاعبة كرة
المضرب ماري بيرس.

لقد ارتفعت اخيراً الأصوات المعارضة والمحذرة من استهلاك الكرياتين نظراً
الى ما قد يخلفه من مضاعفات ثانوية، ويمكن تبيان هذه المخاطر من خلال
استعراض الدلائل الآتية:

- أشارت دراسات الى وجود علاقة ما بين تعاطي الكرياتين واضطراب وظائف
الكلية، والإصابة بالتشنجات والتمزقات العضلية، وعدم تحمل حرارة الجو
والإسهال والجفاف.

- حصلت وفيات بين المصارعين الأميركيين الذين بينت الكشوفات التشريحية عليهم انهم كانوا يتعاطون الكرياتين بإفراط.

- هناك شكوك كبيرة حول إمكان إثارة الكرياتين للسرطان، وفي هذا الإطار
طالبت منظمة الأمن الغذائي الفرنسية بضرورة وضع مادة الكرياتين على قائمة
المحظورات.

- الدكتور ليل لاند بلاند رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى مينيبوليس
الأميركية، أعلن قبل سنوات قليلة تحفظه الشديد عن استعمال الكرياتين، لأنه
بحسب قوله، قد لا يكون مناسباً لكل العضلات، إضافة الى تأثيره في الأداء
الجنسي للذكور، فهو (الكرياتين) يثبط انتاج هرمون الذكورة التيستوستيرون،
الأمر الذي يضعف من قوة الانتصاب فيؤثر سلباً في العملية الجنسية، ويلحق
ضربة بفحولة الرجل.

في المختصر المفيد، إن افضل السبل للحصول على اجسام رشيقة، وعضلات مفتولة،
هو ممارسة التمارين الرياضية المدعومة بنظام غذائي صحي، يأخذ في الاعتبار
حاجات الجسم الأساسية الفعلية والميدانية، وطبعاً فإن مثل هذه الوسيلة
تحتاج الى الصبر والاهتمام والمتابعة. اما اولئك الذين يستعجلون النتائج
بالاستعانة بالهرمونات الستيروئيدية والمكملات الغذائية الحاوية على
الكرياتين، فعليهم ان يضعوا نصب اعينهم أنهم يركضون وراء سموم خطرة، لن
يحصدوا من ورائها سوى الندم والحسرة والعلل والأمراض... وربما الموت.

» القران الكريم بلغات العالم